العيادة المتعدّدة الخدمات ببوجيمة بتيزي وزو

نقائص بالجملة والمرضى يستغيثون 

تيزي وزو: نيليا - م

يشتكي سكان بوجيمة بواقنون من تدهور الخدمات الصحية على مستوى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بالمنطقة، وهذا منذ عدة سنوات، الأمر الذي خلق لهم مشاكل حقيقية وأدخلهم في دوامة من المعانة بحثا عن العلاج في مؤسسات استشفائية.

 سكان بوجيمة الذين التقيناهم على مستوى العيادة صرحوا لنا أنّهم لا يحق لهم أن يمرضوا أو يشتكوا من أي مرض بعد الساعة الرابعة مساءً، وهذا لاستحالة توفر العلاج على مستوى العيادة التي تفتقر لأبسط الإمكانيات رغم المجهودات التي يقدمها الطاقم الطبي، والذين يعانون الويلات على ضوء النقائص التي تعانيها العيادة سواء من حيث الإمكانيات المادية والوسائل الطبية، وحتى الإمكانيات البشرية، حيث تتوفر العيادة على طبيب واحد فقط يقدّم الخدمات لأزيد من 20 ألف ساكن في بلدية بوجيمة.
الصحة مريضة على مستوى العيادة المتعددة الخدمات ببوجيمة، التي تتحول الى مسبح من المياه مع أولى قطرات أمطار الشتاء التي تجد ضالتها الى داخل القاعات عبر الأسقف، ليضطر الطاقم الطبي الى وضع الدلاء من أجل منع المياه من الوصول الى أسطح القاعات، كما يضطر المرضى الى حمل مظلاتهم الى داخل قاعات العلاج من اجل تفادي مياه الأمطار التي تتساقط على رؤوسهم.
معاناة مواطني بوجيمة لا تتعلق بالمرض فقط، بل أزمتها سوء الخدمات الصحية ما يدفع بهم الى البحث عن العلاج في تيقزيرت أو مستشفى تيزي وزو الذي ينتقلون إليه عبر وسائلهم الخاصة لافتقار العيادة لسيارة إسعاف تنقل المرضى الى مختلف المؤسسات الاستشفائية.
وتتأزّم الحالة الصحية لعديد المرضى وهم في طريقهم الى المستشفى، وهو ما أثار استياء المواطنين الذين يعتبرون أنفسهم خارج اهتمامات المسؤولين، الذين صاموا عن الحلول في ظل تدهور أوضاع العيادة، وتراجع مستوى الخدمات الصحية، بالرغم من توفرها على عدة مصالح (مصلحة التوليد) التي لم تعد حيز الخدمة، الى جانب تعطل خدمات جهاز الأشعة، والمخبر بسبب الانقطاعات الكهربائية ما يصعب من استعمال هذه الأجهزة التي تشتغل بالتيار الكهربائي.
السكنات الوظيفية بالعيادة تتواجد في وضع كاريثي، دفع بالأطباء الى رفض السكن فيها بسبب اهترائها وتساقط الاسمنت فوق رؤوسهم، الأمر الذي حرم المرضى من المناوبة الليلية، حيث تغلق العيادة أبوابها في وجوه المرضى على الساعة الرابعة مساءً.
واستدعت معاناة المرضى ببوجيمة تنقل أعضاء المجلس الشعبي الولائي، والذين قاموا بخرجة ميدانية للوقوف على انشغالات المواطنين والاستماع اليها، حيث تعهدوا بالتكفل بكل مشاكلهم، خاصة وأن وزير الصحة قد رصد ميزانية خاصة من أجل التكفل بإعادة ترميم عدة عيادات صحية جوارية، ووحدات استشفائية عمومية بتيزي وزو، الى جانب تدعيمها بكل الإمكانيات الطبية اللازمة من أجل التكفل الأحسن بالمرضى، على أن تعمل على مدار 24 ساعة.
وتعهّد رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد كلاليش بحل مشكل الانقطاعات الكهربائية التي أرهقت الطاقم العامل بالعيادة، طالبا من مدير الصحة تسليمه تكلفة المشروع من أجل الشروع في تجسيده على ارض الواقع بداية من الأيام القليلة المقبلة، في انتظار تسلمهم دفتر الشروط، والإعلان عن مناقصة إعادة تهيئة وترميم العيادة، وفقا لقرار وزير الصحة.
زيارة المنتخبين للعيادة للوقوف على معاناة المرضى، استحسنها سكان المنطقة الذين صرحوا انه منذ 40 سنة لم تعرف العيادة أي أشغال أو إعادة ترميم، من شأنها أن تحسن من مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، آملين أن تجسد وعود المسؤولين على أرض الواقع، ولا تكون مجرد ذر غبار في الأعين.    

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024